الواجب على من تقلد منصبا أو تولى ولاية أن يتقي الله فيمن تولى عليهم ، و أن يعاملهم بالحسنى ، و يرفق بهم ، و لا يشدد عليهم .
روى مسلم (1828) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ :
" أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ ، فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ ؟
فَقُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ .
فَقَالَتْ : كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ ؟
فَقَالَ : مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا ، إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ ، وَ الْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ ، وَ يَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ ، فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ .
فَقَالَتْ : أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا :
( اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ،
وَ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ ، فَارْفُقْ بِهِ ) .
قال المناوي رحمه الله :
" ( اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا ) من الولاية كخلافة ، و سلطنة ، و قضاء ، و إمارة ، و نظارة ، و وصاية ، و غير ذلك ؛ نكرة ، مبالغة في الشيوع ، و إرادة للتعميم ( فشق عليهم ) أي حملهم على ما يشق عليهم ، أو أوصل المشقة إليهم بقول أو فعل ، ( فاشقق عليه) أي أوقعه في المشقة ، جزاء وفاقا ( و من ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم ) ، أي عاملهم باللين و الإحسان و الشفقة ( فارفق به ) ، أي افعل به ما فيه الرفق له ، مجازاة له بمثل فعله ... " .
انتهى من " فيض القدير" (2/ 106)